أخبار عربيةالأزهرعاجل

الأزهر .. عودة تدريس الفقه علي المذاهب الأربعة، وحذفنا باب الرق والعبيد ، ولم نحذف باب الجهاد

قال الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب: لا نعيد النظر فى المناهج الأزهرية فقط بل على مستوى الدولة فى البداية، وقال الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ردا على الاتهامات التى يتداولها البعض من أن مناهج الأزهر تدعو للتشدد، بأنها اتهامات تدخل فى باب التجاذب السياسى التى تشهدها مصر، وأضاف: “للأسف فإن كثيراً منها ليس بريئاً من الأهواء والحسابات”.

وأوضح أن المناهج الأزهرية محلّ مراجعة دائمة، والمشتغلون بالتعليم يعلمون أن عمليات تطوير المناهج هى عمل دائم لا يتوقف، والأزهر بشكل خاص يشهد جهوداً مستمرة فى تقييم المناهج الدراسية القائمة وتعديل ما يلزم منها وفقاً لمعايير تربوية واجتماعية ووفقاً للتطورات التى يشهدها العالم.

وأوضح شيخ الأزهر أن كثيرا من العامة لديهم اعتقاد خاطئ وغير صحيح بأنَّ منهج الأزهر منهج تلقين فقط، نعم هناك علوم تلقينية شأنها شأن كل العلوم التى تلقنها الثقافات والحضارات الأخرى فى العالم لأطفالها وتلاميذها، لكن الذى لا يعرفه الكثيرون هو أن المنهج الأزهرى فى أغلبه منهج حوارى يقوم على تعدد الآراء واختلاف الرؤية.. والذى يقول إن مناهج الفلسفة وعلم الكلام والمنطق وأصول الدين وأصول الفقه وعلم الجدل مناهج تلقينية لا يعلم عن هذه المناهج شيئاً لا من قريب ولا من بعيد.

وأضاف الإمام الأكبر أنَّ الأزهر الشريف يعيد النظر فى المناهج الأزهرية كافة، ليس بالأزهر فقط بل على مستوى الدولة بالتعاون والتنسيق مع وزارة التربية والتعليم.

وكيل الأزهر: التطوير اشتمل على طريقة العرض وأسلوبه ووسائله دون المساس بجوهره.

وأكد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، أنه تم الانتهاء من تطوير مناهج المرحلة الإعدادية وبالفعل بدأ الطلاب دراستها من العام الدراسى الحالى، مشيرا إلى أن مناهج المرحلة الثانوية فى مرحلة المراجعة والطباعة وستكون جاهزة للطلاب فى العام الدراسى القادم، موضحا أن هناك تنسيقا بين الأزهر ووزارة التربية والتعليم لمراجعة مناهج الوزارة.

وأضاف أن المناهج التربوية والتعليمية غاية فى الأهمية لبناء العقول على أساس سليم، لتكون قادرة على مواكبة العصر ومواجهة التحديات، وهذا يتطلب تحديث هذه المناهج على فترات زمنية متقاربة أو متباعدة حسب الظواهر المجتمعية والمستجدات التى تطرأ على واقع الناس، ويختص التطوير فى العلوم بصفة عامة بالأجزاء التى تقبل التطوير أو التعديل أو إعادة الصياغة، أما الحقائق الثابتة فإن التطوير يقتصر على طريقة العرض وأسلوبه ووسائله دون المساس بجوهره، فليس من التطوير اللعب فى أساس الدين وثوابته، فلا يتخيل أحد أن تطوير المناهج الدينية سيغير أركان الدين ولا فرائضه ولا محرماته، كما لا ينبغى أن ننتظر من التطوير تغيير نتائج عمليات الضرب والعمليات الحسابية.. إلخ.

وبالنسبة للمناهج الأزهرية فقد مضى عليها فترات طويلة دون تعديل يذكر، ولا يعد هذا من العيوب فى حد ذاته؛ لما هو معلوم من أن المقررات الأزهرية لاتصالها بعلوم الدين تحتاج إلى الثبات والاستقرار فى مجملها ليكون المكون الثقافى للمخرجات التعليمية غير متباين بين الخريجين، حيث تحوى هذه المقررات حقائق وثوابت لا يمكن أن ينال التغيير من بنيتها الأساسية، ولكن يمكن أن تبسط وتغير من أسلوب عرضها دون المساس بأصلها، أما الجزء المتغير بتغير الزمان والمكان والظرف فهو ما يكون مجال التطوير فيه أدعى وأرحب، وبما أن الحقبة الزمنية الحالية والتى سبقتها شهدت كثيرًا من التحوّلات فى كثير من المناحى، كان لزاما أن يبدأ تطوير هذه المناهج.

وتابع: “هو ما فعله الإمام الاكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، حيث شرع فى هذا فور توليه مشيخة الأزهر قبل أربع سنوات، وشكل العديد من اللجان، وكان آخرها اللجنة التى شرفت بالتكليف بتشكيلها ومتابعة أعمالها قبل سنة بعد أن شرفنى باختيارى وكيلاً له”.

وأضاف أن أعمال اللجنة التى يعمل بها أكثر من مائة خبير فى المناهج من داخل الأزهر وخارجه، انطلقت للعمل على تطوير المناهج بعد دراسة مشكلاتها من واقع التطبيق العملى، والتى انحصرت تقريبا فى: زيادة العبء على قدرة تلاميذ وطلاب وقتنا الراهن، وكثرة عدد المواد مقارنة بمواد التربية والتعليم، وخلو المناهج عن معالجات معاصرة للقضايا التى برزت فى السنوات الأخيرة، فى الوقت الذى تحتوى هذه المناهج على موضوعات لم يعد لها تطبيق فى الحياة العملية ولا تناسب زماننا. وإن كانت هذه الموضوعات لا تدرس للطلاب، وكان العمل على حل هذه المشكلات يهدف إلى: تخفيف العبء الدراسى دون البعد عن التراث فهو سمة مميزة للأزهر الشريف وعلومه، وضرورة لتحقيق مقاصد التعليم الأزهرى القائم على تراثنا الإسلامى، وفى ذات الوقت إدخال القضايا المعاصرة التى تتطلبها ضرورة الوقت فى المناهج، وأمكن التغلب على هذه المعضلة بحذف بعض الافتراضات التى لم يعد لتطبيقها مجال فى زماننا، وإدخال هذه الموضوعات المعاصرة بدلها، مع تبسيط العرض بأسلوب معاصر لا يستعصى على فهم أبنائنا، ويراعى فيه المراحل العمرية المختلفة، وقد شرعت هذه اللجنة التى رأى الإمام تسميتها بلجنة إصلاح التعليم قبل الجامعى، ثم ينطلق الإصلاح للتعليم الجامعى بعد ذلك، ولقد استقر الرأى فى هيئة كبار العلماء، والمجلس الأعلى للأزهر، ومجلس مجمع البحوث الإسلامية، بأن تبسط مناهج التعليم الابتدائى والإعدادى، وذلك بشرح المتون والعبارات التراثية بأسلوب مبسط معاصر يناسب قدرات التلاميذ فى هذه المرحلة.

أما فى المرحلة الثانوية فتدرج المتون العلمية التراثية ذاتها مع شرح لها بأسلوب معاصر، وبعد اكتمال خارطة المناهج التى ترتب عليها تخفيف كبير فى عدد المواد دون حذف لأى مادة، حيث ضمت فروع العلم الواحد فى مادة واحدة؛ كالنحو والصرف والخط والإملاء فى المرحلة الإعدادية هى اللغة العربية، أو فروع العلوم ذات التخصص الواحد؛ كالحديث والتفسير والسيرة والتوحيد لتكون مادة أصول الدين، مع الحفاظ على المحتوى الضرورى لهذه الفروع، وحذف التكرار وما لا تمس الحاجة إليه، أو غير المناسب للمرحلة العمرية للتلاميذ، وبهذا يمكن التغلب على حاجز نفسى عند أولياء الأمور، حيث يحجمون عن إلحاق أبنائهم بالأزهر لكثرة المواد المقررة، حيث أصبحت المواد الشرعية والعربية فى المرحلة الإعدادية هى: (القرآن، واللغة العربية، وأصول الدين، والفقه) فقط، إضافة للمواد الثقافية التى تدرس فى التربية والتعليم، فإذا ما روعى أن المواد الثقافية التى تدرس فى الأزهر والتربية والتعليم سيتم تخفيفها بالتنسيق مع التربية والتعليم لتكون مناهج الأزهر أخف ولو قليلا عن مناهج التربية والتعليم مراعاة للمواد الأزهرية التى يدرسها طلاب الأزهر، فسيصبح العبء متساويًا تقريبًا بين الأزهر والتربية والتعليم، ويقتصر هذا الدمج الكبير على المرحلة الإعدادية دون المرحلة الثانوية، التى نالها التطوير والتخفيف ولكن بصورة مختلفة تناسب المرحلة العمرية للطلاب، وإن كان تطويرها لا يخلو من بعض الدمج والحذف، ولكن ليس بالقدر الذى اتبع فى المرحلة الإعدادية.

وأوضح أن التخفيف الأكبر سيكون من نصيب المواد الثقافية دون الإخلال بالقدر المؤهل لالتحاق أبنائنا بالكليات التى يلتحق بها زملاؤهم فى التربية والتعليم؛ ولذا نحرص على التنسيق التام مع وزارة التربية والتعليم فى هذا الشأن، وقد تقرر أن يبدأ التطبيق التجريبى للمناهج التى انتهت اللجنة من صياغتها بالفعل هذا العام وهى تنحصر فى مادتى الفقه وأصول الدين للمرحلة الإعدادية، لتتبقى مادة اللغة العربية تطبق بداية العام المقبِل، أما المواد الثقافية التى تبحثها اللجنة مع خبراء من التربية كيفية تطويرها وتحديثها. بالإضافة إلى مقررات المرحلة الثانوية التى يجرى إعدادها فى ثوبها الجديد الأن لتطبق العام المقبل، لتكون جميع المقررات الأزهرية فى التعليم ما قبل الجامعى قد تم تطويرها وتتبعها المواد الثقافية، وبذلك تتخلص المناهج الأزهرية من الزيادات والاستطرادات التى نؤتى من قبلها فى الحرب الممنهجة على الأزهر، رغم أنها لا تدرس أصلا، بل يتم حذفها عند توزيع المناهج على الشهور الدراسية، وبإدخال معالجات للقضايا المعاصرة كالإرهاب والإلحاد وتحديث مفاهيم: الدولة، والمواطنة، والجهاد، ونظم الحكم، وإبراز القيم السلوكية فى حياتنا اليومية كاتباع قواعد السير والتعامل مع الطرق، والتسامح مع الآخر، وبهذا تنقضى إشكالية الخطاب الدينى الذى يحمل ظلما أكثر مما يحتمل، وهذه المناهج سيجرى إعادة النظر فيها كل ثلاث سنوات لإدخال المستجدات فيها، واستبعاد ما لا حاجة للمجتمع فيه.

عضو لجنة تطوير المناهج: حذفنا أبواب الرق العبيد وملك اليمين ولم نحذف الجهاد ويقول الدكتور محمد سالم أبو عاصى، عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر وعضو لجنة تطوير المناهج ، إن مناهج الأزهر فى المرحلة الإعدادية انتهت من العام الماضى والطلاب فى هذا العام بدأوا بتدريس المناهج الجديدة فى المرحلة الإعدادية، أما المرحلة الثانوية انتهت اللجنة من اعداد مناهج المرحلة الثانوية وهى الآن فى طور المراجعة والطباعة. وعن التطوير الذى طرأ عليها قال إنه تم حذف الصور القديمة التى كانت تناسب عصرها لأنها لا تتناسب مع العصر الحالى، مشيرا إلى أن هناك أبوابا فى كتب الفقه تم حذفها مثل “الرق والعبيد وملك اليمين”، كل هذا حذف لأنه لم يعد له وجود الآن فكل الصور التى لا تمس مجتمعنا المعاصر حذفت من خلال المقررات ووضعت صورا معاصرة تلائم العقلية الآن وتلائم الزمن الذى نعيش فيهـ وكتبت بأسلوب عصرى مناسب للعصر الذى نعيش فيه ولعقلية الطلاب، فالتطوير تم بحذف ما لا حاجة لنا إليه الآن وبحذف الصور القديمة وبإضافة صور جديد والكتابة بأسلوب عصرى فيه توضيح يلائم الطلاب وعقولهم الآن.

وأضاف: “كل ما لا حاجة إليه فى هذا العصر حذف من المقررات كل ما لا يتناسب مع هذا العصر حذف، ووضعت مفردات ومقررات جديدة بناء على دراسة نفسية وعلمية منهجية تتناسب مع عقول الطلاب وأكثرنا من الأحاديث التى فيها التسامح والرحمة فى المجتمع والآيات القرآنية التى تبين كيفية التعامل مع أهل الكتاب فى بلدنا مصر، وأكثرنا من الآيات التى تحث على القيم الحضارية ومكارم الأخلاق وعلى المثل العليا فى المجتمع”.

الجهاد فى المناهج الأزهرية وعن باب الجهاد ومطالبة البعض بحذفه، قال: لابد أن يدرس الطلاب الجهاد لكى ينشئ الطلاب على حماية أوطانهم فتصور لو حذفنا باب الجهاد واعتدى العدو على بلدنا كيف يدافع الشباب عن هذا البلد إن لم تترسخ فى أذهانهم عقيدة الجهاد، مؤكداً أن الأزهر يدرس الجهاد تدريساً صحيحاً، فالمشكلة تكمن فى غير الأزهريين الذين يقرأون الكتب بأنفسهم ويفهمونها خطا فالفكر التكفيرى والجهادى الآن فكر داعش وغيره ينتج من سوء فهمهم للنصوص الشرعية أما نحن ندرس الجهاد فى الأزهر، ونقول لطلابنا العلة فى مشروعية الجهاد أنه شرع للدفاع عن الوطن و للدفاع عن النفس ولدرء المخاطر عن المسلمين والبلد الذى نعيش فيه. وعن هل قام الأزهر بتطوير مناهجه بعد الهجوم عليها قال: إن هذه اللجنة كانت مشكلة منذ أكثر من عام ونصف واجتمع فيها خبراء من علماء الشريعة وأصول الدينى والنفس والاجتماع والتربية واللغة العربية، وجلسوا يخططون كيف نطور المناهج الأزهرية من قبل أن تتكلم أجهزة الإعلام عن تطوير مناهج الأزهر والإمام الأكبر منذ أن جاء للمشيخة وهو يولى عناية فائقة بالعقلية الأزهرية وبتحديث مناهج الأزهر وتطويرها وفق مقتضيات العصر.

دمج للمواد لم يحدث دمج، ففى المرحلة الإعدادية كانت هناك مادة التفسير مادة مستقلة ومادة الحديث والعقيدة والسيرة كل هذه المواد الأربعة جمعنها فى كتاب واحد فقط، وكل مادة تحت مسمى وحدة، فبدلا من أن الطالب يحمل أربع كتب يحمل كتابا واحدا فقط والكمية والحجم لم يتغير بما كان يدرسه لكنه طور فى الأسلوب وكيفية العرض. مناهج التربية والتعليم يراجع كتاب المرحلة الابتدائية التربية الدينية وأيضا هناك لجنة أخرى المواد الثقافية تدرس تطوير فى كتاب الرياضيات فى الكيمياء والفيزياء والأحياء، فالتطوير شامل فى كل المواد ويا ليت كل المؤسسات التعليمية فى بلدنا والعالم العربى والإسلامى تقتضى بالأزهر فى تطوير المناهج، وكان ينبغى على الإعلام أن يركز على المناهج التعليمية فى مصر والعالم العربى والإسلامى بدل من التركيز على مناهج الأزهر فقط فكل المناهج فى حاجة إلى التطوير بل التعليم فى العالم العربى كله يحتاج إلى تطوير.

عودة تدريس المذاهب الأربعة ما فعله الإمام الأكبر من عودة المذاهب الإسلامية هو الصواب لأمرين، الأول أن الطالب فى المرحلة الإعدادية والثانوية على الطالب أن يتطلع على كيفية المنهج العلمى الذى كان عند هؤلاء ويتعلم آلية الاستنباط كيف كان الشافعى يستنبط وباقى المذاهب، وبالتالى الطالب يتعلم منهجية الفكر من هذه المذاهب الأمر الثانى عندما أدرس للطالب كل المذاهب الإسلامية فى الفقه الميسر فإن ندخل على عقليته ما لا يتحمل كل المذاهب ثم الطالب فى تلك المرحلة ليست لديه القدرة على الاستنباط والتأمل، وبالتالى هو لا يعرف، لكن بتدريس المذاهب ألزمه بتعلم مذهب واحد ليتعلم منه كيفية الاستنباط وكيفية التفكير ثم يتعلم منه الاحكام على هذا المذهب ثم عندما يدخل فى المرحلة الجامعية يدرس ما هو معروف بالفقه المقارن فتكون عقليته هضمت مذهب يستطيع أن يفهم هذا وذاك، والعقلية تكون نضجت فيستطيع أن يقرأ هذه المذاهب وأن يختار منها الراجح المناسب لعقليته وللمجتمع.

 

اظهر المزيد

admin

مجلس إدارة الجريدة الدكتور أحمد رمضان الشيخ محمد القطاوي رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) تليفون (phone) : 01008222553  فيس بوك (Facebook): https://www.facebook.com/Dr.Ahmed.Ramadn تويتر (Twitter): https://twitter.com/DRAhmad_Ramadan الأستاذ محمد القطاوي: المدير العام ومسئول الدعم الفني بالجريدة. الحاصل علي دورات كثيرة في الدعم الفني والهندسي للمواقع وإنشاء المواقع وحاصل علي الليسانس من جامعة الأزهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »